يشتمل حي الروشة على واحدة من أشهر المعالم السياحية في لبنان، وهو حيٌ سكني وتجاري أيضًا، يشتهر بمطاعمه الكثيرة والرائعة، وبأبنيته الراقية، ومقاهيه التي تتواجد على جانب الجرف وتتوسط شارع باريس الذي يحظى بشعبية هائلة ويتزاحم عليه الزوار في عطلة نهاية الأسبوع وفي الأمسيات الأخرى الهادئة، يحفظ حي الروشة لنفسه موقعًا جميلًا من كورنيش بيروت العاصمة، لتتعرف معنا عزيزي القاريء على المزيد من المعلومات حول حي الروشة في لبنان
صخرة الروشة
هناك في حي الروشة يوحد صخرة شهيرة تسُمى بصخرة الحمام وتُعرف أيضًا بإسم صخرة الروشة، وهي معلم من معالم الطبيعة وآثارها، تتواجد في غرب مدينة بيروت، وهم صخرتين إثنتين ضخمتين حجمًا، تقفان ويكأنهما حراسًا عملاقين، يقعان بالقرب من شاطيء حي الروشة المطل غلى البحر الغربي لمدينة بيروت، تُعد صخرة الروشة مقصدًا سياحيًا للزائرين محليًا وخارجيًا على حد سواء، يبلغ ارتفاع إحدى صخرتي الروشة ما يقرب من سبعين مترًا، ومتوسط ارتفاعها تقريبًا خمسة وعشرون مترًا، وأما الصخرة الثانية فهي تصغرها نوعًا ما وذلك بسبب تأثرها بعوامل النحت والتعرية على مدار الزمن، مما جعلها في النهاية تظهر مدببة الشكل، يُطلق على صخرة الروشة أيضًا أسماء عدة مثل صخرة الحب ولكن أشدها إيلامًا هو صخرة “الإنتحار”، حيث سُجلت حالات انتحار بالقرب منها في الخليج المقابل لها، ولكن لحسن الحظ أنها حالات نادرة الحدوث
أنشطة في الروشة
ناهيك عن أن لبنان تمتلك معالم سياحية كثير، إلا أن السياح يحبون هذه الصخرة كثيرًا، يستمتعون بمشاهدتها خاصة عن قرب ويأخذون العديد من الصور التذكارية، كما يقومون بجولة بحرية عبر القوارب التي تنقلهم وسط البحر وتدور بهم حول صخرة الروشة وتعبر بهم في تجويفها أيضًا!
هذا وقد شهدت صخرة الروشة نشاطات كثيرة على مدار السنين كانت وطنية أو إجتماعية أو رياضية، حيث قام الهواة ومحبي المغامرة بتسلقها، ورُفعت عليها أعلام ولافتات تحمل دلالات معينة وفي مناسبات عدة، للدرجة التي جعلت بعض مرشحي البرلمان اللبناني يقومون بتكليف من يعلق صورهم الإنتخابية عليها، كما تضامنت لبنان مع الشعب الفرنسي بعد الواقعة الإرهابية التي طالت باريس في عام 2015 وأضاءت الصخرة بكلا العلمين اللبناني والفرنسي معًا
المؤرخون وصخرة الروشة
يقول بعض علماء الجيولوجيا أن صخرة الروشة تكونت بسبب تتابع عدة زلازل شديدة القوة كانت قد ضربت بحر بيروت الغربي ويرجعون ذلك إلى القرن الثالث عشر، قامت فيها تلك الزلازل بالقضاء على الكثير من الجزر في ذلك الوقت وظهر مكانها صخور كثيرة مثل صخرة الروشة.
يرجع المؤرخون أيضًا أصل تسمية كلمة روشة إلى اللغة الآرامية حيث إن روش فيها تعني بالعربية ” رأس “، ولكن هناك فئة من الباحثين في أصول الكلمات يقولون أن أصل تسمية الصخرة يرجع إلى اللغة الفرنسية حيث إن ” روش ” فيها تعني بالعربية الصخرة، ولذلك فإنه من الأرجح أنها سُميت بهذا الإسم في خلال فترة الاحتلال الفرنسي للبلاد.
كما أن شواطيء الروشة بالقرب من الصخرة كانت شاهدة على أدلة ثمينة تشير إلى وجود الإنسان في هذا المكان من قبل، واستطاعت أن تحتفظ بآثار أحجار الصوان والأدوات الحجرية الأساسية، وهي تُعرض الآن في متحف الجامعة الأمريكية